الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات من هي "عهد التميمي" أيقونة فلسطين المتمردة التي لا تخشى دروع الإسرائيلين؟

نشر في  19 ديسمبر 2017  (21:40)

تقف أمام الجندي الإسرائيلي تصرخ بوجهه، وتخبره أنها لا تخشى سلاحه وعتاده، تنهره وتدفعه بيديها الصغيرتين وتقول "مفكرني خايفة من منظرك.. مفكر إذا لابس درع راح بتخوف الفلسطينية".

عهد التميمي فتاة فلسطينية تستقبل عامها السابع عشر، وتحمل على عاتقها منذ سنوات طفولتها القضية الفلسطينية، تنتسب إلى عائلة التميمي إحدى أشهر العائلات الفلسطينية بقرية النبي صالح غرب رام الله، حيث تقطن عهد، وتشتهر العائلة بالمقاومة والتضحية السلمية.

ترعرت عهد على النضال، ويجري حب الأرض المغتصبة بدمائها، فنشأت في كنف عائلة رفضت أن تخضع لقوانين المحتل الصهيوني، مما أدى إلى تعرض والدها إلى الاعتقال ما يقرب من 9 مرات، أما والدتها فاعتقلتها سلطات الاحتلال 5 مرات وأخيها مرتين، بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال بسبب الاستشهاد، وأصبحت العائلة مستهدفة من الإعلام والسلطة الإسرائيلية.

تحزن عهد على فراق الراحلين، ولكنها تؤمن أن هذا هو المصير "بحزن بس شو بدنا نعمل، هيك الله كاتب لنا.. كل شئ فدا فلسطين"، فهي لا تنسى عندما اعتقل الجنود أخيها الأكبر وناضلت وصرخت بوجوههم تسال عنها، وكانت وقتها لم تتعد الـ 12 عاما، كما لم تغفل ذاكرتها اعتقال الأم، التي زرعت في نفسها الصبر والجلد والشجاعة، وسجلت كاميرات التلفزيون "عضتها" الت تركت اثرها على يد الجندي الإسرائيلي، واستطاعت أن تمنعه من اعتقال أخيها بمساعدة والدتها وعمتها.

ويتواصل الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن اعتقال الفتاة الفلسطينية، عهد التميمي، 16 عاما، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر اليوم، الثلاثاء، ومهاجمة منزلها في بلدة النبي صالح غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

كانت عهد التميمي تسلمت جائزة “حنظلة للشجاعة” عام 2012، من قبل بلدية “باشاك شهير” في إسطنبول لشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي.

وخصت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عنوانها الرئيسي وصفحاتها الأولى الداخلية، إلى ما اعتبرته ظاهرة إقدام فتيات قاصرات ونساء فلسطينيات بالاعتداء على جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال المظاهرات والمواجهات، التي تشهدها الضفة الغربية والقدس المحتلتين، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

وتمادت الصحيفة بالتحريض على الفتيات الفلسطينيات، فيما دافعت عن الجنود وزعمت بأنهم ورغم الاعتداء عليهم وما تعرضوا له من إهانات من قبل الفتيات، إلا أنهم اعتمدوا سياسة ضبط النفس وامتنعوا عن الرد على الفتيات اللواتي تم توثيقهن بالفيديو، حسب الصحيفة.

ورجحت الصحيفة أنه بعد اعتقال عهد التميمي، سيشرع جيش الاحتلال بحملة خاصة لاعتقال الفتيات الفلسطينيات اللواتي يتم توثيقهن من خلال الفيديو بالتصدي لجنود الاحتلال والمشاركة بالمواجهات المندلعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للأسبوع الثالث على التوالي.

وقالت مصادر فلسطينية، إن أكثر من 20 دورية عسكرية إسرائيلية داهمت قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، واتجهت نحو منزل باسم التميمي بقصد اعتقال ابنته عهد، حيث اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على الموجودين بالمنزل، واستولوا على الكاميرات التي وثقت وحشية جنود الاحتلال خلال قمعهم للمسيرات المستمرة في القرية منذ عدة سنوات، وصادروا أجهزة الحاسوب، وقلبوا البيت رأسا على عقب.

ونقل الجيش الإسرائيلي الفتاة عهد التميمي إلى جهة غير معلومة، ولم يعلن سبب اعتقالها، لكن أغلب التعليقات ربطت بين تصديها لجندي إسرائيلي أمام منزلها، حين ظهرت في فيديو تشتبك فيه مع جندي كسبب للاعتقال.